الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
محاضرة عن القرآن والسنة
7047 مشاهدة
فضل السنة النبوية


وبعد أن عرفنا فضل القرآن نعرف أيضا فضل السنة النبوية ، أمر الله -تعالى- نبيه -صلى الله عليه وسلم- بأن يبين القرآن بسنته فقال -تعالى- وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ أي لتوضح لهم القرآن الذي أنزل إليهم تبينه لهم بالفعل بعدما بين لهم بقول، ولا شك أن البيان بالفعل ألصق في الذهن وأوضح للعمل به فأمره الله فامتثل وأخبر بأن بيانه يعتبر من الله -تعالى- ولهذا قال -تعالى- وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى أي ما ينطق وما يتكلم إلا بما أوحى الله -تعالى- إليه أي لا يتكلم بهوى من نفسه سواء كلامه بالقرآن أو كلامه بالسنة، فهو إنما يلهمه الله تعالى ويعلمه ما يعلم به أمته، ينزل عليه الآيات وينزل عليه أيضا بيانها.
وقد أخبر -صلى الله عليه وسلم- بأنه أوتي القرآن ومثله معه : ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه يعني: من السنة، وكذلك أيضا أمر باتباع السنة كاتباع القرآن.
يقول في الحديث: لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله ما وجدناه عملنا به وما لم نجده لم نعمل به ألا وإن ما بينه رسول الله كما بينه الله فعرفنا بذلك أن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- تعتبر مبينة للسنة، وتعتبر مكملة لها ففضلها يكتسب من فضل القرآن.